ما فائدة الفنون القتالية والدفاع عن النفس مع وجود الأسلحة الحديثة في الحروب المعاصرة

ما فائدة الفنون القتالية والدفاع عن النفس مع وجود الأسلحة الحديثة في الحروب المعاصرة


كثيرًا ما يحبط المهتم بالدفاع عن نفسه في البلاد الغير آمنة وجود الأسلحة الخطيرة كالمسدسات؛ ويقول الفنون القتالية

لن تنفعني في مواجهة الاعتدائات بوجود تلك الأسلحة المميتة.

لكن لو نظرت لما يحصل الآن في العراق من مواجهة حامية بين القوات الأمريكية والقوات المدنية العراقية تعكس بوضوح فائدة السلاح الأبيض.

وكمدخل إلى الموضوع علينا أن نعرف أن هذا الفن اسمه الفن العسكري، فلا يسمى رياضة ولا لعبة، فذلك يقربنا من فهم ارتباطه بالتدريب

العسكري، وفعاليته ضد الأسلحة الحديثة.

إن الجيوش المتطورة قد جعلت من التدرب على الفنون القتالية -الكاراتيه وغيرها- جزءً لا يتجزأ من تدريباتهم العسكرية.

فقد كتب الجنرال مارك بولدوين أن الجندي الذي سيذهب للقتال وخاصةً إذا كانت داخل المدن يجب أن يكون جامعًا لجميع قدرات رجال المشاة

ومنها أن يتقن فنون القتال الفردية. فلذلك يتم تخريج دورة الصاعقة بعد مرورهم بثلاثة مراحل من التدريب العنيف لكافة فنون القتال ب

الأيدي المجردة وباستعمال الأسلحة النارية والحادة.

فإذا كان لابد لكل معركة حربية التحام مباشر يحتاج لحسن التصرف وسرعة رد الفعل؛ وهي خطوة من خطوات حرب المدن،

فهذه الفنون العسكرية تكسب الثقة للهجوم فتجعل المقاتل قادر على مواجهة المواقف الصعبة بشجاعة وجرأة،

ففائدتها أثناء الالتحام أكبر من فائدة الأسلحة الثقيلة والمدرعات حيث تفقد كل فاعليتها؛


فمن الصعوبات التي تواجهها الجيوش في حرب المدن أنها تفقد جزءًا كبيرًا من قدراتهم عندما يضطرون للحد من استعمال

الأسلحة التدميرية بسبب انصهار القوات المعادية بالسكان المحليين.

يمكن أن تستخدم الفنون القتالية أثناء الالتحام المباشر عندما لا تستخدم الأسلحة النارية أو عندما يتواجه الجنود

وقد نفذت ذخيرتهم. إضافةً إلى ذلك، إذا تعرض الإنسان لا قدر الله إلى إصابة من تلك الأسلحة؛ فبسبب الاحتكاك المتواصل

مع المتدربين أثناء التدرب وتلقي أنواع الضربات التي تقوي جسم الإنسان، قد تعطيه قدرة على تحمل الإصابة وترفع من نسبة احتمال حياته أكثر من الضعيف.

إن هذه الفنون العسكرية تعطي للمتدرب أساليب وتدريبات نافعة للتخلص من التهديد من تلك الأسلحة الحديثة -مثل المسدس- وتعطيه

فرصة أكبر للنجاة. في الحياة العادية قد يتعرض الإنسان للتهديد من سكين أو حتى رشاش ويكون قريبًا تطاله يده أو رجله، فإمكانية التخلص

منه والسيطرة عليه والنجاة للذي يتقن فن الكاراتيه أكبر بكثير مما لو كان لا يتقنها.

وإذا نظرت إلى فن الدفاع عن النفس من جهة أخرى، سترى أن الذي يجيدها لديه تحكم أكبر لاستخدام تلك الأسلحة الحديثة،

وتكسبه كفاءة أكبر عن الذي لا يمارس مثل تلك الفنون. فهذه الأسلحة لا تنفع أن تستخدمها الأجسام الضعيفة كما تنفع مع الأجسام القوية.


ثم إن تلك الفنون تهذب النفس، بعكس التدرب على الأسلحة التي تربي على العنف وحب القتل.


وهذا غير أن للفنون القتالية فوائد جمّة لا يمكن حصرها.

فعلى كل فرد أن يتقن أي من تلك الأساليب.